1- من صفات المعجزة هي الإعجاز الذي لا يستطيع أحد أن ينكره مهما كان لونه و جنسه و معتقده و أيضاً أن تذهل كل عقل بما يعجز ويتحدى أي تفسير منطقي أو عقلاني بطريقة محسوسة وملموسة. فإن كان من المستحيل إنكار معجزة بينة وواضحة كالقرآن فلماذا يختار بعض المسلمين أن يشككو بهذه المعجزة والسير على طريق الإلحاد. مع الأخد بعين الإعتبار إن بعض المسلمين الذين قررو أنا يسيروا على طريق العلمانية كانو متمكنين في الدين و ذو معرفة واسعة في تفسير القرآن.
2- أحد الصفات التي يتصف بها الله هو علمه بالغيب، و علمه بما يفكر البشر و بما سيفكر به البشر والقرارات التي سيتخدونها في الحاضر والمستقبل و أيضاً معرفة الغيب بعواقب هذا التفكير و القرارات المتخدة والذي سوف يتخدونها في المستقبل. فإذا كان الإنسان مخيراً و غير مسير في إتخاد قراراته فإذاً هذا يتناقض مع صفة معرفة الغيب عند الله. فكيف يكون الإنسان مخيراً إذا كان الله مدركاً تماماً ما سيختاره و ما ستكون تبعات هذا القرار و أيضاً كان مدركاً نهاية هذا القرار (الجنة أو النار) فهذا يعني أيضاً إن الله قد رسم لكل شخص طريق محددة يسير عليها تحت وهم الإختيار والله يعلم مسبقاً إن فلان مثواه جهنم وعلان سينعم بنعيم الجنة، و هذا يتناقض كلياً مع القدرات الإلهية. كما وإن صفة الرحمن الرحيم و شديد العقاب من كبرى التناقضات في صفات الله. فتقول إن الله رحيم بعباده وشديد العقاب بالكفار، ولكن ما حاجة عباد الله إلى الرحمة إذا كانوا موعودين بالجنة؟ أما الكفار الملاعين المساكين لا يحتاجون إلى الرحمة بل هم مخلدون في نار جهنم بدون أي رحمة أو عطف؟ فكيف يكون الله رحيماً إذا رضي بتخليد من هو لا حول له ولا قوة في نار لا يمكن لبشر تخيل مدى المعاناة التي سيعاني منها الكافر؟ فكون الله هو القادر على كل شيء وذو رحمة تفوق السماوات والأرض فإذاً عليه أن يرحم من هم أضعف منه فهو لا بد أن يكون مدركاً إن ليس كل الناس يصدقون كل ما يسمعونه ولو كان الأمر كذلك لما وجدت كافراً على الأرض. ولو كان سكان الأرض كلهم مسلمين مطيعين لله فكان الله أخدنا وإستبدلنا بقوم يكفرون ويخطئون لكي يتسنى له أن يعذب أمثالي.
3- يدعي الدين المسيحي و اليهودي والإسلامي بإن البشرية بدأت من آدم و حواء، مع إن الإكتشافات العلمية قد أثبتت عكس ذلك من خلال الهياكل العضمية المتحجرة الثي عثر عليها في جنوب أفريقيا و وسط أوروبا إذ كانت بداية الإدراك الذاثي عند بداية الإنسانية قبل أكتر من ما يقارب ٤ ملايين سنه عندما بدأت قدرة النطق عند البشر الأوائل من خلال التطور الطبيعي للجهة السفلى للجمجة وهو المكان عند بداية الحلق والذي مكن أوائل البشر من التحكم بالحبال الصوتية. مع الأخد بعين الإعتبار إن الإدراك الداتي للوجود والقدرة على التفكير كانت متطورة قبل ذلك ولكن القدرة على النطق هي التي مهدت الطريق لهؤلاء البشر البدائيين على التواصل والتفاهم مع بعضهم و مكنهم من إبتكار اللغات و بناء مجتمعات مترابطة. فأما بداية البشرية من مبدأ الإدراك الذاثي للوجود والقدرة البسيطة والمبدأية على التفكير فتعود من قبل أكتر من مليون سنة أما قبل ذلك كان البشر أقرب ما يكونون من القردة وصولاً إلى المرحلة التي كانو فيها فعلاً قردة فأما المرحلة ما بين القردة وبداية نشأة الحياه على الأرض ليست إلا مراحل تطور من أحماض أمينية إلي بكتيريا أحادية الخلية إلى خلايا حية إلى حيوانات مائية و بعد ذلك برمائية و برية تمتد إلى 300 مليون سنة. و ما قبل كل ذلك يفسر بالفيزياء من الإنفجار الأعظم والذي سيكتشف العلماء صحته و كينونته قريباً بفضل أكبر تجربة علمية في تاريخ البشرية (مسرع الجسيمات Particle Accelerator) ما هو المسبب لهذا الحدث العظيم والذي نشأ منه هذا الكون.
4- فكرة وجود الخالق هي فكرة قديمة تعود إلى بداية الإنسانية نفسها وليس لبداية الكون. فعندما بدأ الإدراك الداثي عند أوائل البشر بفضل التطور والإرتقاء الطبيعي كان أول الأسئلة التي يطرحونها على أنفسهم (من نحن؟ من أين أتينا؟ ولماذا نحن هنا؟ وما هو مصيرنا؟) وهذا السؤال الأزلي و الجهل الذي كان يطغى على تلك الأزمان كان يجعل هؤلاء البشر البدائيين يفترضون وجود كائنات ذاث قوى خارقة قادرة على إصلاح مستوى حياتهم مثل توفيقهم عند خروجهم للصيد أو معاقبتهم عندما يرجعون من الصيد خالي اليدين. ظروف الحياه الصعبة والمصادفات النادرة التي كانت تحدت في تلك الأيام تجعل هؤلاء البشر يتسائلون مثلاً إذا كانت الشمس هي التي توفقهم في الصيد و عندما تغيب الشمس تظهر الحيوانات الظارية والظلمة والذي بدوره كان يبث الخوف في قلوبهم خوفاً على حياتهم. مما جعلهم يتمنون طلوع الشمس و حمايتهم من المخاطر التي تأتي مع ظلمة الليل. فقرروا أن يقدموا جزاً من ما يصطادونه لهذه الشمس لكي لا تغيب عنهم وتبارك لهم صيدهم وإبتكرو أساليب لعبادة هذه الشمس وهم يحاولون عبثاً إرضاء هذا الشيء اللامع في السماء لكي لا يحرمهم من نوره. و مع مضي الأيام زاد إحترامهم للشمس لما يجلبه من فوائد عند طلوعه و ما يأتي بعد غيابه من مصائب. وكل من يجرؤ على عدم تقديم القرابين للشمس كان يتهم بالكفر و كان يقتل لكي لا تغضب منهم الشمس و تغيب عنهم إلى الأبد. و عندما شهدوا خسوف الشمس أصابهم هلعٌ أكبر حين ظنوا إن الشمس في إشتباك دامي مع قوى الظلام فأخدوا يصلون ويهللون لنصرة الشمس كما وتزال الكثير من الحضارات في يومنا هذا تقوم بالصلاه والتهليل للشمس حين خسوفها كالصينين الذين يعتقدون إن تنيناً قد إلتهم شمسهم فيقومون بالضرب على الطبول لكي يبتعد عنهم هذا التنين و يعيد لهم شمسهم. وفي الإسلام أيضاً فيعتقد المسلمون إن في حالة حدوث الخسوف فإن الله سيبقي الشمس في حالة خسوف في حال كان يرى إن البشر لا يستحقون ما يحضره هذا النجم من خيرات فيأخد المسلم بالصلاه مع الجماعة و الدعاء وقراءة القرآن وهم يتوسلون لربهم أن يرجع لهم الشمس فما وجه الإختلاف بين ما يفعله الصينيون والمسلمون ولماذا إله المسلمين هو الحق وليس إله الصينين بودا أو كريشنا إله الهنود أو داينايسيس إله الإغريق أو جوجو العظيم إله إحدى القبائل الأفريقية أو أبولو و باكلوس و سيريس و جونو و جوبيتر و فينوس و فيستا والمزيد المزيد من آلهة الروم الذين حققوا بفضله إنتصارات يشهد لها كتب التاريخ لإنجازات تلك الحضارة. لماذا المسلمون هم على حق وباقي شعوب العالم على ظلالة من أمرهم؟ مع إن الديانة البودية مثلاً تدعو إلى السلام من قبل الإسلام والنصرانية فلماذا لا نتبع الديانة البودية مع إنها أيضاً تنهى عن الزنى و شرب الخمر و إيذاء الغير والإمتناع عن الكذب والقتل و أكثر من ذلك؟
5- إن الديانات و نشأتها تكون ظرفية و مرتبطة في مكان جغرافي و زمن و أحذاث معينة مسببة لوجود هذا الذين فكما في السؤال السابق إعتمد نشأة إله الشمس على جهل الناس بحقيقة الشمس نفسها فلو عرفوا إن الشمس مجرد أفران نووية ليس لديها القدرة على التفكير أو القدرة على المكافئة أو العقاب فما كانو ليعبدو هذا النجم و كانو سيعبدون شيء أخر يجهلونه ذات معنى عظيم و ذو فائدة أعظم حتى يدركوا إنه مجرد عمل قامو به من وراء جهالة و عدم معرفة. فالديانات أيضاُ تخضع للتطور والإرتقاء الطبيعي. فقد بدأ بداية بسيطة جداً و مع مرور الزمن أصبح معقداً أكثر فأكثر و تفرعت من هذه الديانة ديانات أخرى و تعددت الآلهه حتى أصبح في زمننا هذا الآلاف من الديانات و أكتر من ستة بلايين من البشر ليختارو ما يناسبهم أو ليختار منها أولياء الأمور ما يناسب أطفالهم فينشؤونهم على إعتقادات معينة متناسبة مع المجتمع الذي يعيشون فيه. فالدين الإسلامي أيضاً لم يكن مولوداً من صدفة فهو أيضاً تطور و إرتقاء للديانة المسيحية و الديانة المسيحية نفسها هي تطور و إرتقاء لعبادات وثنية مرتبطة بحركة الأجرام السماوية و التحركات الشمسية والقمرية كما كان الدين المسيحي إقتباساً شبه حرفي لسيرة حياة الفرعون حورس كما إقتبس كماً كبيراً من سيرة حياة الإله كريشنا إله الهند آنذاك و ديانايسيس إله الإغريق. أما الصفات التي أقتبستها المسيحية من الأديان السابقة هي قصة مولد عيسى من مريم العذراء و قصة خيانته على يد أحد صحابته و تعديبه و صلبه و موته و رجوعه إلى الحياة حتى صعوده إلى السماء ليلاقي ربه إلى أن يرجع إلى الأرض مرة أخرى كما يعتقد الكثير من المسيحيين. والجدل الأكبر في تشابه قصص هؤلاء الآلهه يعود إلى الأحداث الزمنية المتطابقة عند كل هؤلاء الآلهة و هو تاريخ ولادة عيسى فيحكي الإنجيل إن عيسى ولد في اليوم الخامس والعشرين من ديسمبر و هو بداية التقويم الميلادي، النقطة المهمة في هذا التاريخ هو ما يرتبط به ما قبل ذلك فلكياً لأن في هذه الفترة تكون الشمس في أخفض نقطة من محور الأرض فلا ترتفع الشمس إلى كبد السماء في ذلك التاريخ أنما يكون ظاهراً في الأفق بالنسبة لسكان النصف الشمالي للكرة الأرضية. فكان القدماء يقولون في هذا التاريخ "إن الشمس ماتت و سوف ترجع للحياة و ستنتعش الأرض مرة أخرى" و هذه المقولة كانت نسبة لإعتدال محور الأرض خلال دورانه حول الشمس و مواجهة الشمس له في تلك الفترة يحين موعد الربيع والصيف و تظهر الشمس في كبد السماء مرة أخرى حيث تنمو المحاصيل مجدداً، فما علاقة هذا بمولد المسيح؟ و بالآلهة الأخرى الذين سبق ذكرهم؟ قصة مولد المسيح عيسى إبن مريم مطابقة تماماً للآلهة التي سبقته و التواريخ أيضاً مطابقة تماماً فهذا يعني إن الديانة المسيحية مقتبسة من أديان وثنية سابقة تعود من أيام عبادة و تمجيد الشمس. الأديان تتفرع و تتشعب كما تتكون اللغات من لغة واحدة تتحول إلى لهجات حسب إستخدام هذه اللغة في جغرافية معينة من الأرض و حسب الثقافات المختلفة و مع دوران الزمن تصبح هذه اللهجات مختلفة تماماً عن اللغة الأم حتى تصبح بدورها لغة مختلفة تماماً. فهذا ما حدث مع الدين حيت بدأ بعبادة الشمس و تطور بعد ذلك إلى أسلوب معيشة و تضحيات و
إخلاص حتى تكونت العبادات الوثنية التي تقدم الأضاحي والقرابين و العبادات اليومية والأدعية كما نرى في دين الإسلام و الأديان الأخرى و من ثم تطورت و تشعبت و تعقدت و أصبحت ديانات سماوية مع الحفاظ على بعض الصفات القديمة لها. ما هو أعظم من ذلك هو مع تواجد الكثير من المؤرخين في زمن عيسى و ما قبله من أنبياء قاموا بمعجزات عظيمة مثل شق البحر و العبور من خلاله و تحول العصى إلى أفعى سخط قوم لوط و سخط قوم عاد و ثمود مع إن هذه المعجزات العظيمة حدثث أمام العيان مع ذلك لم يأتي ذكرها في أي من كتب التاريخ. مع الأخد بعين الإعتبار إن هناك كتب أقدم من الديانة المسيحية نفسها و هي متوفرة في المكتبات و تتحدث هذه الكتب عن توافه الأمور مقارنة بالمعجزات الثي حدثث آنذاك فلماذا لم يكتب المؤرخون عن هذه المعجزان إذا حدثث فعلاً على أرض الواقع؟.
6- يعتقد الكتير من المتدينين إن قوة إيمانهم في معتقداتهم هو الدليل القاطع لصحة دينهم، فأصعب شيء على المرء هو أن يغير معتقداته لأن هذا المعتقد قد أصبح جزء لا يتجزء من أسلوب حياته وأصبح طريقة إستيعابه للأمور التي تجري من حوله حتى نضعه في مكان مختلف كلياُ و مجتمع مختلف كلياً فنجد إن معتقداته ستتغير شيئاً فشيئاً حسب إنفتاح عقله للتغيير فأن هو لم يتغير فمن المؤكد إن نسله من بعده سيتغير و يكون معتقدات المجتمع المختلف كلياً هو أساس إيمانهم العميق. وهناك عوامل أخرى تردع المرء من تغيير معتقداته مثل أساليب الترهيب والترغيب التي تستخدمها كل الديانات فهذا الأسلوب يخلق رادعاً نفسياً مقنَعاً بشكل من أشكال التمسك بالدين خوفاً من أن يعاقب في الدنيا أو الآخرة فنجد الناس يرددون عبارات تهليل و تمجيد و تبجيل لربهم و هو بحد داته أسلوب آخر ينصح به الدين لترسيخ المعتقدات في العقل الباطني. فلو بقيت تردد لنفسك إنك "زرافة" من يوم ولادتك حتى تصل لسن البلوغ فبالتأكيد ستكون مقتنعاً بأنك زرافة لأنك لا تعرف أي شيء آخر سوى معرفة ترديد جملة "أنا زرافة" و بعد إقتناعك بأنك زرافة ستحاول أن تقنع جميع من حولك بأن يصبحو زرافات مثلك و إذا لم يقبلوا أن يصبحو زرافات فبالنسبة لك هم الهالكون و أنت ستعتقد إنك الوحيد الذي على حق. فإذا لا بد أن تستخدم أسلوب التخويف لترغم الناس على الإيمان بمعتقدك فماذا تفعل لتصل إلى هذا الإنجاز:
أولاً: يمكن أن تشن حرباً دموية بإستخدام كل ما لديك من قوة و أن تسبي النساء تزني بهم حتى يلدو لك أطفالاً تربيهم و تعلمهم على ترديد عبارة "أنا زرافة.. قاتل من يقول لك عكس ذلك" حتى يصبحو هم أيضاً زرافات و يقومون بدورهم نشر قناعة الزرافة الذي أصبتهم به... و هكذا دواليك.
ثانياً: يمكنك إستخدام أسلوب الكذب وأن تنشر قصصاً خرافية عن إلهِ يعذب كل من لا يقول عن نفسه زرافة، وأنصحك بأن تبدأ بالناس المقربين لك والذين يعتقدون إنك لن تكذب عليهم فيصدقوك مباشرة، و يفضل أن يكونو جاهلين أو أجهل منك.
ثالثاً: يمكنك أن تعد من تريد دعوته إلى ديانة الزرافة بجنان يجدون ما يحلو لهم فيها ولكن سينالون هذه الجنة بشرط أن يموتوا وهم يؤمنون إنهم زرافات لأنك لن تستطيع أن تمنحهم ما يريدون و هم على قيد الحياه وتعرف أيضاً إن لم ينالوا شيئاً بعد موتهم فلا سبيل لهم للرجوع إلى الحياه وكشف النقاب عن أكاذيبك، أو أن تعدهم بجنان أعظم إذا ماتوا وهم يقاتلون من لا يقتنع بأنه زرافة.
و هذه أحد أبسط الوسائل المعروفة بالنجاح من تجربة واقعية.
ولكن لا يتوقف الأمر عند ذلك، فبنشر معتقدات خاطئة مهما كنا مؤمنين بصحتها فنحن نقتل الجزء الأكبر من أنفسنا ألا وهو القدرة على الشك والتحليل المنطقي لأن الدين ليس ما يشفي من الأمراض إنما هم الأطباء والعلماء الدين يكرسون جل وقتهم في البحث العلمي المضني والتجارب المستمرة فشل بعد فشل حتى يتسنى لنا أن نبلع حبة دواء فيشفي عللنا وبعد ذلك ننسى جهود هؤلاء العلماء و نشكر الله. لو كرس الناس كل الوقت الذي يهدرونه على التعليم عوضاً عن العبادات والأدكار التي ليس لها أول ولا آخر لكنا أصبحنا أكثر أمة مثقفة و واعية ناهيك عن ذكر كل ما يمكن تحقيقه من إنجازات وإختراعات. ففي أرض الواقع وفي المجتمع الإسلامي تذهب معضم التبرعات المعفية من كل أنواع الضرائب إلى جهات لا تضر ولا تنفع الأمة فنرى المساجد تبنى في كل ركن و نحن نعلم يقيناً إن هذه المساجد لا تجد فيها حتى دوائاً للرشحة إنما هي أماكن لغسيل الأدمغة و توليد و توجيه الكره والضغائن إلى الديانات الأخرى فتارة ننعتهم بالضالين وتارة أخرى ننعتهم بالقردة والخنازير. فكيف نتجرء بقول إن الدين الإسلامي هو دين تسامح؟ ليس الدين الإسلامي فقط بل جميع الأديان السماوية تأمر بمحاربة ومقاتلة الأديان الأخرى بشتى الوسائل فنجد المبشرين يجوبون كل بقاع الأرض إعتقاداً منهم إنهم يصلحون في الأرض وكل ما هم يفعلونه هو بناء جيش يتولد لديه الحقد لأخيه الإنسان لمجرد إن لديه إعتقاد مخالف لإعتقاد أخيه. فينظرون إلينا نظرة دونية على إننا المساكين وإننا على ظلالة من أمرنا وإننا مجرد أسماء على قائمة أصحاب السعير.
فرجوعاً إلى كون الدين يتغير حسب الجغرافيا والثقافات والعادات الموجودة فلنفرض إنك ولدت في أمريكا الشمالية لأبوين كاثوليكيين، فبطبيعة الحال ستكون مسيحياً كاثوليكياً وسيكون لديك نفس الإيمان القوي بصحة دينك الكاثوليكي كما تؤمن بإسلامك. نفس الشيء ينطبق لو ولدت في الهند لأبوين هندوسيين. أيضاً ستكون هندوسياً مقتنعا بصحة دينك الهندوسي كما أنت مقتنع الآن بصحة معتقدك الإسلامي. فكما أنت لديك مبررات لدينك أيضاً المسيحي والبودي والهندوسي والسيخي واليهودي والبروتستنتي وكل ذي معتقد وديانة لديه مبررات توازي بل و قد تزيد عن مبرراتك وحججك. فأيكم أصح؟ من الطبيعي أن تقول إن الإسلام هو الأصح و أيضاً من الطبيعي أن أقول أنا أصح والهندوسي سيقول إنه أصح... فواقع الأمر إن كل واحد يردد ما هو مكتوب في كتابه. فأما كتابي قد كتبه أهل علم و أصحاب تجارب و خبرات و إنجازات ملموسة على أرض الواقع فإيماني أقوى بالإنجازات التي ألمسها والتي أستطيع القياس عليها.
7- كلنا كنا ملحدين في فترة من حياتنا، فالطفل عندما يولد ليس لديه أي إدراك عن أية ديانات وأية نزاعات طائفية فكل ما يراه و يسمعه و يحس به هو العالم المادي من حوله وهو هذا العالم المادي الذي ينمي حواسه ويجعله قادراً على التعلم من محيطه حتى يُكَبر أبواه في أذنه ويختم عليه بختم الإسلام وهو لا يدرك إنه قد إنتزع منه حق الإختيار، فنرى كيف يتم القضاء على برائة الطفولة عندما يقول له أبواه "هذا يهودي خنزير و هذا نصراني قرد و هذا ملحد كلب و هذا هندوسي ضال و هذا و ذاك".
No comments:
Post a Comment